السبت، فبراير 13، 2010

(( دولة ال سعود الشريرة تتفوق حتى على اسرائيل في زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية !))

( بقلم : حميد الشاكر )

يمكننا وبكل صدق ان نصنف تاريخ الدولة السعودية الشريرة في الجزيرة العربية الى قسمين :
الاول : قسم ماقبل احداث سبتمبر الوهابية الارهابية في الولايات المتحدة الامريكية ، حيث كانت السياسة السعودية في المنطقة العربية تنتهج نهج (( النفاق )) السياسي والديني في هذه المنطقة العربية مضافا اليها سياسة المخاتلة والثعلبية الماكرة تجاه قضايا الامة العربية الحيوية !.

والثاني : القسم الذي نشأ بعد تلك الاحداث الارهابية الوهابية ومنعكساتها الخطيرة على العالم برمته ، حيث انكشفت اللعبة السعودية الخطرة داخل الكيان العربي والاسلامي ، وبدت هذه الدولة بلا ملابس للستر والتخفي ، مضافا لذالك ما انتجته هذه الاعمال الارهابية العالمية لمؤسسة ال سعود الوهابية الدينية ، والتهديد من قبل العالم الاستعماري الرأسمالي القديم برفع الحماية الغربية لهذه القبيلة السعودية التي لولا وجود هذه الحماية لما بقت في سدة حكم الجزيرة العربية نصف يوم على الاكثر !.

هذان القسمان من تاريخ دولة الشر السعودية مليئان - في الحقيقة - بالكثير مما يقال في مناهج السياسة السعودية تجاه قضايا المنطقة العربية والاسلامية ايضا ، ولكن في المرحلة الاخيرة للقسم الثاني من تاريخ دولة ال سعود الشريرة برزت ظواهر سياسية خطيرة جدا بحيث اصبحت السياسة السعودية في هذه المرحلة الحرجة في العالم العربي ، هي ليست فقط سياسة هستيرية مدمرة لكل ماهو عربي واسلامي في هذا العالم فحسب ، وليست فقط سياسة (( تقديم الخدمات )) للعالم الاستعماري فقط في اضعاف هذا التحرك العربي او ذاك الالتقاء الاسلامي خدمة للمصالح الغربية والامريكية بالذات ، بل ارتقى الدور السعودي السياسي التخريبي في المنطقة العربية لمستوى التفوق حتى على الدور الاسرائيلي الصهيوني ايضا في هذه المنطقة عندما اريد للكيان الصهيوني العنصري ان يكون كتيبة قتال متقدمة للعالم الغربي في قلب العالم العربي المملوء طاقة حيوية نفطية وغير نفطية بالنسبة للعالم الاستعماري القديم والجديد ، فكلما احتاجت الدول الصناعية الراسمالية ضرب اي منطقة عربية تحاول النهوض او التملص من الفك الغربي تحركت قوى العنصرية والصهيونية لضرب هذا الموقع او ذاك من المواقع العربية ، مضافا اليه ماتقوم به الدولة العنصرية الظلامية الصهيونية من تقديم خدمات اخرى استخباراتية وامنية وارهابية ايضا للسيد صاحب الشركة الكبرى لهذه المحمية الصغيرة المسماة اسرائيل !.
والحقيقة انني من - ربما القليل او الكثير - ممن هو في حيرة حقيقية عند المقارنة بين الدور الشرير لدولة ال سعود الوهابية في المنطقة العربية وبين الدور الخطير لدولة اسرائيل العنصرية في نفس المجال ، فايهما اخطر على الكيان العربي اليوم ؟.
نحن نعلم التاريخ والايدلوجيا والمخطط الذي استهدفه العالم الاستعماري القديم عندما اقدم على جريمة زرع اسرائيل في قلب هذه المنطقة العربية والاسلامية في فلسطين ، ومن ثم تهجير ابناء هذا البلد بالقوة والنار من بيوتهم ومراكز نشأتهم الطبيعية ، ومن ثم بدأت مشكلة العرب واسرائيل منذ ذالك الحين وحتى اشعار اخر غير منظور !.

ولكننا وبكل صراحة او الكثير منا حتى هذه اللحظة لايدرك المخطط والايدلوجيا والاهداف الحقيقية وراء زرع دولة الشر السعودية الوهابية في قلب جزيرة العرب والمسلمين من قبل الاستعمار الغربي قديما وحديثا اليوم ، ولربما سيبقى الكثير منا غير مدرك تماما خطر هذه الدولة السعودية على الامتين العربية والاسلامية ، وماتقوم به من اعمال اخطر بكثير مما تقوم به شقيقتها اسرائيل داخل هذه الامة من تدمير وتفتيت لحمتها الانسانية والقومية والاجتماعية ايضا !.

نعم اصبحت اليوم دولة الشر السعودية الخطر الداخلي الكبير للامة العربية والاسلامية ، فهي لم تتحول فحسب الى معمل لتقديم الخدمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدول الاستعمارية فحسب ، بل هي اليوم وبالفعل الدولة الفاعلة في ضرب اللحمة العربية والاسلامية بصورة مباشرة وبحرب معلنة تماما على الامة والمجتمع العربي والاسلامي ايضا وكرأس حربة متحرك !.

فهنا نحن امام حرب طائفية مذهبية طاحنة لتفتيت الامة العربية والاسلامية من الداخل بقيادة دولة الشر السعودية وبكل وضوح وبلا ادنى خفية او خشية من حساب ، فالمؤسسة الدينية الوهابية لدولة ال سعود الشريرة وبلا هوادة تذكر تشن الحملات تلو الحملات التكفيرية لجميع فرق الامة الاسلامية ومذاهبها التاريخية وبلا استثناء يذكر لتهيئة الارضية تماما لتفتيت هذه الامة وعقيدتها الاسلامية من الداخل ومن العمق الايدلوجي والفكري لهذه الامة ، وهذه العملية التدميرية العقدية للامتين العربية والاسلامية لايستطيع القيام بها اي دولة او مؤسسة خارجية من خارج الجسد الاسلامي والعربي هذا ، وحتى اسرائيل لاتستطيع الظهور او القيام بهذه المهمة المدمرة والكبيرة ايضا داخل الجسد العربي والاسلامي ، ولكن دولة الشر السعودية الوهابية هي القادرة الان على تفتيت عقيدة هذه الامة واضعاف لحمتها الدينية بكل شدة وقذارة من الفعل ومن الداخل ايضا وفي وضح النهار وتحت عناوين وهمية اسلامية بارزة !. وعندئذ نتساءل من هو الاخطر على الكيان العربي والاسلامي اليوم دولة الشر السعودية ام دولة الظلام الصهيونية الاسرائيلية ؟.

اسرائيل اعجز من ان تقنع عربيا او مسلما انها بصدد الدفاع عن مذهبه او طائفته او توجهه الديني هذا او ذاك !.
ولكن هل دولة الشرالسعودية قادرة على هذه العملية وبشكل جيد لاستغفال الكثير من العرب والمسلمين ودفعهم لقتل ابناء جلدتهم ودينهم باسم التكفير والجهاد والدفاع عن المذهب والطائفة وفي كل المناطق العربية والاسلامية ايضا ؟.
الجواب نعم : دولة ال سعود الوهابية زرعت في هذه المنطقة العربية للعب الدور الداخلي في تفتيت لحمة هذه الامة وسر قوتها الكبير خدمة للمصالح الاستعمارية الغربية القديمة والحديثة !.
كذالك عندما يقال ان دولة الشر السعودية واليوم تلعب اخطر ادوارها الاستعمارية الغربية على الاطلاق عندما تحولت هذه الدولة برمتها الى خزانه مالية عملاقة موظفة لخدمة الكيان العنصري الصهيوني الاسرائيلي ، وامداده اللامحدود باسباب البقاء والوجود والفعل الاقتصادي الكبير !.

فهنا نحن امام محور سعودي اسرائيلي - رشح من خلال تصريحات وزير الخارجية السعودي الاخيرة - خطير في المنطقة العربية لقيادة الدفة نحو السيطرة الكاملة سياسيا واقتصاديا وامنيا واعلاميا ايضا ، يهدف بشكل مباشر الى اخضاع كامل للمنطقة العربية والاسلامية لهذه القيادة الثنائية في المنطقة العربية بالعموم ، وهذا يتوضح من خلال التنسيق الواضح تماما بين اسرائيل من جهة ومملكة ال سعود من الجهة الاخرى في ضرب المعوقات العربية والاسلامية التي تقف في مسار حركة هذه القيادة الثنائية في منطقة العرب والمسلمين - سوريا ايران حزب الله حماس العراق - ، والمتمثلة اليوم بما يسمى قوى (( الممانعة والمقاومة )) العربية والاسلامية ضد الهيمنة الاسرائيلية الامريكية على المنطقة العربية ، فنجد انه وبنفس اللحظة تنخرط دولة الشر السعودية لقيادة محور لاتختلف مطالبه مطلقا عن المطالب الاسرائيلية والامريكية للمنطقة العربية ، لاوبل يرتقي العمل السعودي لضرب هذه الدول والاحزاب وقوى الممانعة الصغيرة من الداخل ، لنكتشف ان لدولة الشر السعودية مخطط كامل لضرب لبنان من الداخل وتفتيت لحمته اجتماعيا وسياسيا للقضاء على مقاومته الوطنية وتركيعها للمشروع الصهيوني القادم ، وذالك من خلال شراء طوائف كاملة بمال البترول الخليجي في لبنان الطوائف للقيام بضرب عناصر قوة لبنان المقاومة في الداخل ، وكذالك ماكشفت عنه بعض المعلومات الدقيقة التي كشف عنها مؤخرا احد السياسيين البارزين في العالم العربي - انيس النقاش - بتمويل دولة الشر السعودية لانقلاب عسكري يطيح بحكومة الرئيس بشار الاسد وقلب المعادلة في سوريا الى صالح توجهات سياسية اخرى تؤمن بضرورة هيمنة المشروع الصهيوني والامريكي على المنطقة العربية ، وكذا الحال بالنسبة لضرب دولة الشر السعودية للاستقرار في العراق وابقاءه عاجزا عن القيام والفعل العربي ايضا !.

ان الحقيقة التي باتت واضحة للعيان ولكل انسان عربي منصف ومسلم اراد الله سبحانه ان ينير بصيرته ، ان الخطرين الاسرائيلي والسعودي على كيان ووجود الامتين العربية والاسلامية بات من المسلمات السياسية لدى الانسان العربي بالخصوص ، ولكن هذا لايكفي ان يدرك الانسان العربي مكامن الخطر على وجوده فحسب ، بل عليه ايضا ان يساهم في كشف حقيقة اعداء الامة العربية بقضاياها المصيرية ايضا ، والا فان الثمن سيكون غاليا جدا على هذه الامة ان رأت عدوها يهدم باساس وجودها ولم تحدث فعلا يذكر !.

نعم : اليوم اصبحت دولة ال سعود الشريرة بنفس منزلة الخطر الاسرائيلي على كيان امتنا العربية والاسلامية ووجودها الفعلي ، ولايعني ذالك اننا نريد حرف مسار المعركة المصيرية لهذه الامة مع المستعمر العنصري الصهيوني الاسرائيلي باي حال من الاحوال - كما تحاوله دولة الشر السعودية عندما دعت للخطر الايراني بدلا من الخطر الصهيوني - ، بل المقصود التنبيه الى ان الكيان الاستعماري الصهيوني كان ولم يزل يجد الامداد والعون والنصرة من خونة الامة من الداخل والذي تمثل اليوم وبكل قوة بدولة الشر الارهابية السعودية هذه ، وويل لامة العرب ان تركت مملكة ال سعود تقود دفتها الى الابد !.
____________________________

18/02/2008م