السبت، فبراير 13، 2010

(( ايران كابوس الصداميين في العراق وظهير الشرق للمقاومة ... الاسد وبابل ))

( بقلم : حميد الشاكر )

غريبة هي ظاهرة الرعب للصداميين في العراق وهلعهم العجيب من اي تقارب ايراني على مستوى العلاقات السياسية او الاقتصادية او الامنية او الثقافية مع العراق الجديد ، وربما لا نغالي ان قلنا ان هذه الظاهرة وبالفعل تحولت الى اسألة واستفهامات واستفسارات يجب تناولها بكل شفافية لندرس فيما بعد ماهية هذه الظاهرة للصداميين التي تحولت من الرعب من الشعب العراقي ومطالبته بالقصاص العادل من اجرام الصداميين ، الى الرعب والهلع من جمهورية ايران الاسلامية وبحساسية تزيد بكثير عن اي منسوب طبيعي بين دولة ودولة اخرى لايستغنيان عن اقامة العلاقات بشكل طبيعي لاسيما للفتة الجوار الجغرافي الحاكم ها فياترى :

ماهي الاسباب الواقعية والفعلية لرعب الصداميين من اي تقارب طبيعي بين العراق وايران الاسلام ؟.
ولماذا حشد الارهابيون والصداميون بعضا من عناصرهم التخريبية لتهب في شوارع الفلوجة والاعظمية وبعقوبة للتنديد بزيارة الرئيس الايراني المحترم احمد نجاد ؟.

وهل كان الصداميون - مثلا - وبدافع من الخوف على عروبة العراق خرج بعضهم منتحرا ليقول لايران الاسلام ارفعوا ايديكم عن عروبة العراق ؟.

أم كانت الدوافع الحقيقية وراء هستيريا الصداميون من التقارب الايراني العراقي هو مايشعرون به من اجرام وقتل واعتداء قاموا به ضد الثورة والشعب الايراني ابّان ثورة الامام الخميني رحمة الله عليه خدمة للاستعمار بقيادة مقبورهم المشنوق بامر العدالة الالهية صدام حصين مقاتل بالوعات الصرف الصحي ، لذالك هم شعرو بالهلع والوجل والموت القادم من الشرق الايراني مع اي تقارب ايراني عراقي جديد ؟.

أم ان المسألة هي لاعروبة ولاثأر مبيت بين الايرانيين والصداميين ، بل ان الموضوعة اعمق واشمل من ذالك بكثير وانما المسألة ترجع بجذورها الى لعبة لعبها الصداميون فيما مضى بقيادة مقبورهم اللعين صدام حصين وقد خدمت مصالحهم السياسية بشكل رهيب وادامة سلطتهم الاجرامية اكثر من اربع وعشرين سنة من الحكم الجائر ؟.
الحقيقة ان اكذوبة خوف الصداميين على عروبة العراق من اي تقارب ايراني عراقي ، هي ليست فقط اكذوبة ساذجة فحسب ، بل هي كذبة اتفه من ان يرد عليها في واقع الامر ، باعتبار ان عرب العراق اكبر واشمل من عروبة الصداميين المشكوك بنسبها الواقعي ، فالعراقيون عربا وكردا وغير ذالك من قوميات ، يؤمنون بأن العراق مشترك قومي لابناءه مع ايمانهم بأن الاكثرية من الشعب العراقي هم عربا اصلاء النسب وصافيي العروبة ، أمّا من يريد ان يتاجر بعروبته ليتفوق من خلال هذه العروبة المغشوشة كالصداميين الجدد على باقي قوميات الشعب العراقي ، فهذا ليس فحسب معتوه يجب عزله في مشفيات الطب العقلي ، بل هو خطر فعلي على وحدة العراق واستقراره وتقدمه ونموه الطبيعي ، ولكنّ مع ذالك لماذا يخشى الصداميون على عروبة العراق من اقامة علاقة طبيعية مع الجارة المسلمة ايران الامام الخميني رضوان الله عليه ؟.

ان الحقيقة التاريخية التي لاتقبل الجدل هي ان عروبة علي بن ابي طالب والحسين والكاظم والجواد والهادي والعسكري والرضا والصادق .... من اهل البيت عليهم السلام الاصيلة هي التي اثرت على ايران الفارسية وليست ايران الاعجمية هي التي اثرت على عروبة عراق ال محمد ص العربية ، وهذه الحقيقة واضحة وضوح الشمس لذي عينين ، فعربستان ملايين من الايرانيين الذي يعيشون في كنف الدولة الايرانية المسلمة وهم عرب ومستعربين مسلمين لافضل لاحد منهم على الاخر الا بالتقوى لله ، فاذن لماذا يخشى الصداميون على عروبة العراق بدلا من ان يخشى الايرانيون على فارسية الفرس ؟.

نعم العروبة الصدامية ليست اصيلة وهي هشة بالفعل ولم تقام على بنيان اسس على تقوى من الله فهي على جرف هار وبالامكان وقوعها مع اول هبة ريح خارجية ، أما عروبة الشعب العراقي فهي صلبة وقوية ومنفتحة وانسانية واخلاقية وغير طاردة للاخر غير العربي ولاخائفة منه ولا زارعة لثقافة الكراهية ولاحاقدة على بشر مهما تغيرت قوميته او كانت هويته ، ومثل هذه العروبة تؤثر ولاتتأثر ، ومثل هذه العروبة العلوية والحسينية والهاشمية عروبة لاديلمية ولا اعرابية ولا بدوية ، انها عروبة حضارية كما قال جعفر ابن محمد الصادق عليه السلام :(( نحن قريش وشيعتنا العرب وباقي الناس علوج الروم )) او كما قال عليه السلام :(( نحن بنوا هاشم وشيعتنا العرب ..)) ، امّا ان اعتقد الصداميون انهم اكثر عروبة من الامام جعفر الصادق عليه السلام وشيعته ليكون البخاري والترمذي وابن حنبل وابو حنيفة ومسلم القشيري ....الخ اكثر عروبة من ال محمد ع فهذه والله نكتة مابعدها اخرى ، وكذا الحال ان اعتقد الدليمي او الاعرابي الضاري او العليان او باقي شلة المفسدين في الارض انهم اكثر عروبة من الشعب العراقي فهذه ايضا نكتة تتبع اختها الاولى في التفاهة وعدم الاحترام !.

نعم اخواني احبائي من الشعب العراقي ان عروبة ال محمد عليهم السلام هي عروبة اكثرية الشعب العراقي المتحضر الذي يرحب بالايراني والكردي والتركي وباقي القوميات واللغات البشرية ، بلا خوف ولاتحفض ولاشعور بالتفوق لهذه العروبة او تلك الا بتقوى الله والخلق الانساني الرفيع والشعور بالانسانية وحب الاخرين ، وهذه هي ثقافتنا العربية التي تعلمناها من مدرسة ال محمد عليهم السلام جميعا فأتني بمثلهم !.

بقي ان يقال ان رعب الصداميين من التقارب الايراني العراقي الجديد هو بسبب شعور الصداميين بعقدة الذنب تجاه امة من امم المسلمين تخلصوا من طاغوتهم الشاه شاهي في ايران بكثير من التضحياة الغالية ليجدو وفجأة وهم بعد في مخاض الثورة خنجر الصداميين يطعنهم من الغرب بلا مبرر يذكر الا خدمة للاستعمار الغربي الذي استشعر خطر الثورة الايرانية على مصالحه الحيوية ، ولثمان سنين اوغل صدام حصين بخداع منقطع النظير لشن حربه ضد جمهورية ايران الاسلامية اكلت خيرة الشباب الايراني ودمرت اقتصاد البلدين الجارين العراق وايران لتنتهي بعجز واضح لعنصر الانسان العراقي والايراني على حد سواء ، ليخرج صدام حصين وزمرته من مجرمي البعث المقبور وهو يترنح ترنح الفراعنة وهو يهز اكتافه معلنا انتصار العراق على عدوه القديم الجديد ايران الفارسية !.
هل انتصر صدام حقا في حربه الظالمة ضد الشعب العراقي وضد جيرانه من العجم ثم العرب ؟.

ماهي الا سنوات قليلة يخرج صدام حصين من بالوعة للصرف الصحي ليشنقه شعبه بعيد الاضحى المبارك ، ويعيث اتباعه فسادا في الارض ، ويستجلبوا عتاة مجرمي الارهاب العالمي لينصبوا للشعب العراقي حفلة مقصلة ذبح لم يشهد لها التاريخ مثيلا ، لينتهي صدام وزمرته كأحقر ما خلق الله سبحانه من مخلوقات بوجوه انسانية وقلوب وارواح حيوانية مفترسة لاتنام الا بعين واحدة !؟.

صحيح كم هم اعداء الصداميون في العراق وخارجه ؟.
الشعب العراقي رقم واحد ، الشعب الايراني رقم اثنين ، الشعب الكويتي رقم ثلاثة ، باقي الشعوب العربية التي ادخلت قوات الاحتلال الامريكية للتخلص من نظام صدام حصين رقم اربعة ....الخ ، كل هؤلاء وغيرهم شكلوا مربعات رعب للصداميين القتلة في داخل العراق وخارجه ، ولكن الصداميين مع ذالك بقيت خشيتهم اكبر من الشعب العراق ومن ايران الاسلام بالذات ومن اي تقارب يذكر بين هذين الكيانيين المحترمين !.

ان هذا الرعب الصدامي من الجارة المسلمة ايران وفي الحقيقة لايعني الشعب العراقي من قريب ولامن بعيد ، وليس من السياسي او المنطقي او العقلي ان نعطل مصالح الشعبين العراقي والايراني بسبب عقد نفسية اجرامية يشعر بها الصداميون ازاء الدولة الايرانية الشقيقة والكبيرة ، كما انه ليس من المنطقي ان نغامر بعلاقاتنا العراقية الايرانية من اجل حفنة ساقطة اخلاقيا كالصداميين ، ومرعوبة نفسيا بسبب اجرامها الدموي ، كما انه وايضا ليس من المعقول ان نسمح لثقافة الكراهية تسود البلدين بسبب ان الصداميين ولدوا وربوا وترعرعوا على كيفية كره الاخر وشرب دماءه ونفيه من الوجود الانساني !.

نعم العراق الجديد يجب ان يكون عراق الاسلام العربي المحمدي العلوي ، وعراق المحبة والابواب المفتوحة ، وعراق لكل العراقيين بلا تمييز ، وعراق الحوار ، وعراق التجارة ، وعراق الشمس وبابل وعلي ع وجبال كردستان الجميلة !.

بقي لي نقطة يجب الاشارة اليها عندما ذكرنا ان الدوافع الحقيقية لحركة الصداميين ضد العلاقة الايرانية العراقية الطبيعية هي ليست دوافع خوف على عروبة العراق ، وربما تكون هي عقدة ذنب اجرامية مع ايران الاسلامية بالذات ، ولكن الاهم هو دافع اللعب على خطة صدام القديمة الجديدة وهي التالي :

ان اقرب طريق للوصول الى قلب ورضى السيد الامريكي هو شعار (( العداء لايران الاسلامية )) فهذا الشعار هو الذي لعب عليه صدام المشنوق ثماني سنوات في حربه ضد ايران الاسلامية وهو الذي وفر له الدعم الامريكي والغربي اللامحدود تكنلوجيا وعسكريا ، وكذا هو الاله التي فتحت خزائن البترول الخليجي ليغرف منها صدام حصين وزمرته ماشاؤا من الاموال لسد نفقات الحرب من جهة وشراء الكثير غير الاسلحة والدمار الشامل من جهة اخرى ، وعندما انتهت الحرب بصفقة لاغالب ولامغلوب بين ايران والعراق انتهت مع ذالك حاجة الغرب لهذا العتل الزنيم صدام حصين ليشنق الى الجحيم وبئس المصير ، ولكن بقى شعار (( العداء لايران )) يمتلك نفس القوة والجاذبية لقلب المارد الامريكي والغربي المستعمر القديم والحديث لمنطقتنا العربية والاسلامية ايضا ، وبقت شلة اللاعبين على هذا الشعار يجنون المكاسب حتى هذه اللحظة من رضى السيد الامريكي بالخصوص ، وحتى في مناطق مختلفة عن العراق ، فان هذا الشعار اصبح طوق النجاة للكثيرين في العالم العربي عندما يفكرون في الكيفية التي يصلون من خلالها الى القلب الامريكي ، فهنا الخليج العربي يتاجر في شعار ضد ايران ، وهنا لبنان جنبلاط وجعجع وسعد الحريري يتحدثون عن المجور الايراني الفارسي والسوري الخطير ، وهنا الاردن يتحدث عن هلال شيعي ايراني ، وهنا مصر تتحدث عن المشروع الايراني ....الخ ، المهم ان الشعار (( العداء لايران )) لم يزل يحتفظ برونقه حتى بعد استهلاك صدام حصين له تماما ، وهذا نفسه مايدفع الصداميين الارهابيين في العراق اليوم للتظاهر ضد زيارة رئيس جمهورية ايران الاسلامية ، او ضد اي اقامة علاقة طبيعية مع الجار الايراني الاسلامي هذا !.

نعم دوافع الصداميين في العراق اليوم وعداءهم الهستيري لايران الاسلام هي ليست الخوف على العروبة العراقية ، بقدر ماهي غزل خفي لقلب الادارة الامريكية التي ترى باعداء ايران انهم الاقرب لمصالحها ومشروعها في المنطقة العربية والاسلامية على السواء !.

الصداميون يريدون ان يؤكدوا للادارة الامريكية المحتلة للعراق انهم الاقدر على الانسياق مع مشروعهم المناهض لايران المقاومة وحماس والجهاد وحزب الله وسوريا ، بعكس الحكومة العراقية والشعب العراقي الذي رحب بالعلاقة الطيبة مع الجارة ايران ، فانهم يشكلون الخطر الحقيقي على المشروع الامريكي الكبير لشرق اوسط صهيوني مئة بالمئة !.

هنا نفهم تماما لماذا هذا الموقف المناهض لجبهة النفاق اللاعراقية لزيارة رئيس جمهورية ايران الاسلامية للعراق بقيادة المعتوه عدنان الديلمي ، ونفهم موقف هيئة علماء النفاق والارهاب بقيادة حارث المضر من العلاقة مع ايران والارتقاء بمستواها الى الاحسن ، ونفهم لماذا يشكل الصداميون مظاهرات علنية انتحارية في شوارع الفلوجة وبعقوبة والاعظمية من المغرر بهم ضد اي علاقة مع ايران حسنة وودية ، كل هذا وغيره ليقولوا للادارة الامريكية : مصالحكم هنا مع الصداميين الجسر الحقيقي لعبوركم الى مشروع الشرق اوسط الكبير في العراق وفي المنطقة وليس مع الحكومة العراقية وشعبها العراقي الاصيل الذي يرحب بعلاقة طبيعية مع عدوكم ايران الاسلام !.
الغريب العجيب ان هذه اللعبة (( لعبة العداء لايران )) مع انها تعمل بكل حيوية في جميع مناطق الدول العربية والاسلامية الا انها ومع الصداميين بالذات مقفلة الابواب تماما بين الادارة الامريكية والصداميين ، لا لسبب معقد الا لكون الشعب والحكومة العراقية هي الوحيدة في المنطقة العربية القائمة على معادلة الشرعية في الانتخاب والدولة ، وهذه المعادلة هي الاصعب على ذهنية وتربية الصداميين العفالقة وتجار سياستهم الفاشلة من وعاظ لسلاطين ومن هزازي رؤوس متعفنين !.

تمام : افهموا ايها الصداميون ان عراق اليوم هو عراق حر في كل شؤونه السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وان كان الاختلال لم يزل جاثما على صدر العراق ، ولكن مسيره الى زوال وسيعلم عندئذ الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون !.


05/03/2008م