( وكذالك يجتبيك ربك ويُعلّمك من تأويل الاحاديث ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما ) (أتمّها على أبويك من قبل ابراهيم وأسحاق ان ربك عليم حكيم / 6/ يوسف ) ******* بعد ان كشف النقاب يعقوب الحكيم ع عن جميع العقبات والمشاكل التي ستنتجها رؤيا يوسف ع على سطح واقعه الاجتماعي ، ونبه يعقوب ع يوسف الى مكامن الخطر الحقيقية عليه في مسيرته الرسالية الابتدائية ( أخوته ) ومن ورائهم تخطيط الشيطان ، رجع يعقوب ل(تأويل ) رؤيا يوسف
ع وتبيين معالمها الحقيقية وماهو عليه الان وماسيؤول له حال يوسف الصديق ع فيما بعد في هذه الحياة الدنيا ، فبدأ يعقوب الحكيم بشرح ماهية رؤيا يوسف على أساس انها تمثل العناوين الثلاثة التالية :الاول : عنوان وكذالك (يجتبيك ربك) ، بما هو استخلاص يوسف من قبل الله سبحانه وتعالى لخاصته سبحانه .الثاني : عنوان ( ويعلمك من تأويل الاحاديث ) بأعتباره علم الاهي لدنّي يؤتيه الله من يشاء .الثالث : عنوان ( ويتمّ نعمته عليك ) بالخصوص وعلى ال يعقوب بالعموم ، بأعتبار النعمة الشاملة .والحقيقة ربما هناك من التفت مثلي الى صعوبة ((الربط كمدخل)) لفهم النص القرءاني هذا بين تأويل يعقوب ع القائم على طرح العناوين الثلاثة التي ذكرناها من النص القرءاني الكريم ، وبين منطوق الرؤيا اليوسفية نفسها ، فماعلاقة سجود نجوم كونية في واقع الحال بالأجتباء ليوسف وتعليمه وأتمام النعمة عليه ؟.نعم مفهومة هي بعض المرويات الشريفة عن أهل بيت الرسالة والطهارة ع التي تذكر في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : تأويل هذه الرؤية أنه سيملك مصر ويدخل عليه أبواه واخوته ، فأما الشمس فأم يوسف راحيل ، والقمر يعقوب ، وأما الاحد عشر كوكبا فأخوته ، فلما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله وحده حين نظروا اليه ، وكان ذالك السجود لله .ان مثل هذه المرويات مفهومة على اساس انها التأويل الاخير وما آلت اليه حال يوسف ع اخيرا في مصر بنص القرءان الكريم ، ولكنّ سؤالنا يبقى على حاله وهو : ما هي العلاقة التي تشير من بعيد او قريب لهذا المعنى بين كواكب كونية من جهة وملك وجاه وسجود اناس لله سبحانه من جهة اخرى ؟.وهل ان يعقوب الكريم ع فهم كما تقول الرواية كل هذه المعاني ( ملك مصر ) ككتلة واحدة واخبرها الى يوسف ع ؟.أم ان تأويل يعقوب لرؤيا يوسف لم يذكر أصلا فيها ملك مصر وسجود عائلة يوسف لله شكرا ....، وانما ذكر ماقصه القرءان الكريم من ان الله سبحانه سيجتبي يوسف ويعلمه ويتم النعمة عليه وعلى ال يعقوب ؟.وحتى هذا التأويل الذي ذكره الذكر الحكيم القرءان الكريم على لسان يعقوب ع ينبغي ان نتسائل ايضا حوله ب : ماعلاقة سجود كواكب كونية بمعانى الاجتباء والتعليم واتمام النعمة في عملية التأويل اليعقوبية ؟.واذا ما كانت العلاقة المطلوب معرفتها سرُّ من الاسرار الغيبية ( على فرض هذا ) المختصة بعلم مافوق الذهنية الانسانية العادية وليس الاعجازية النبوية ، فلاشك ان لنا الحق ايضا في فهم ماهية العملية بصورة ظاهرية ولنتسائل من جهة اخرى : هل يعني هذا ان للعملية برمتها التي قامت بين رؤيا يوسف وتأويل يعقوب عليهم السلام جميعا بغض النظر عن فهم سرّ علاقتها أكثر من صورة واكثر من وجه في الحياة الانسانية ؟. وهل يعني هذا بصورة اخرى من الفهم انه كانت الرؤيا اليوسفية في هذه الحالة تحمل صورتين او حقيقتين مختلفتين تماما في عمليتي الرؤيا و التأويل :الاولى : هي صورة كواكب كونية ساجدة ليوسف ع .الثانية : هي صورة اجتباء وتعليم واتمام نعمة على يوسف أولها الحكيم يعقوب ع ؟.أم ان للرؤيا اليوسفية لغز لايفهمه الا نبي مرسل بمنزلة يعقوب الكريم فحسب ، ولهذا كان هو المختص فحسب في فهم التأويل الذي هو عبارة عن :( تطوير صورة الرؤيا من واقعها الاولي الساذج ، واخراج صورتها الحقيقية بعد التأويل ) ؟.كل هذا وارد ومنطقي تماما ، لاسيما ان ادركنا ان السؤال عن ماهية الربط بين الرؤيا والتأويل في هذه الحالة بين يعقوب ويوسف ع ، هي التي هيئتنا لمعرفة : ان لكل رؤيا صورة ظاهرية بسيطة وبأمكان اي انسان في هذا العالم من تناولها ، وبين تأويل يقوم بعملية حلّ الشيفرة او تطوير الصورة الاولية للوصول الى حقيقتها العملية والفعلية في هذه الحياة !.ومن هذا نفهم مبدأيا الحقائق التالية :اولا : ان الرؤيا مرتبة ساذجة من الصور الذهنية التي يلتقطها العقل الانساني بتفاوت من هنا وهناك من مصادر متعددة منها حسية وأخرى معنوية عالية القيمة ، فرؤيا يوسف ع وان اختلفت في التأويل كما اختلفت في منزلتها الصورية الساذجة ، ولكنها لاتختلف في الماهية عن رؤيا صاحبي السجن ورؤيا ملك مصر عندما رأى سبع بقرات .... فالكل من نفس الماهية والكل له حقيقة تأويل ولكن مع اختلاف في حقيقة المنزلة او علو المنزلة هنا . !.ثانيا : كذالك نفهم الان معنى قول يعقوب ليوسف :(( يابني لاتقصص رؤياك على اخوتك ...)) فعلى فهم صورتي الرؤيا والتأويل هذه ، ندرك ان يوسف حتى وان قص رؤياه لاخوته ( على فرض مع انه لم يقصّ رؤياه ) فانه لاينقل لهم سرّا خطيرا جدا باعتبار انه سينقل لهم فحسب الصورة الاولية الساذجة لحالة طبيعية تحصل لاي انسان منّا في هذه الحياة الا وهي الرؤيا ، وانما خطرية الرؤيا اليوسفية تكمن في حقيقة تأويلها او تطوير ملامحها الواقعية لتصبح صورة مختلفة تماما عن الظاهر وحقيقة بعيدة جدا عن واقع وملامح صورة الرؤيا الاولية الساذجة ، ولهذا كان يعقوب يخشى من التفسير الساذج والاولي لرؤيا يوسف على يد اخوته ، وهو فهمهم للرؤيا على اساس انها تنم عن علو ليوسف لاسيما انه يبدو ان يوسف كان صاحب شخصية عالية الكارزما القيادية منذ صباه ، واذلال لهم في هذه الحياة الدنيا والممثلة ( الصورة ) بسجود احد عشر كوكبا والشمس والقمر ليوسف ع ، وطبيعي ان مثل هذا الفهم وان كان هو جزء من الحقيقة الكلية لواقع تأويل رؤيا يوسف ع ، وانه سوف يعلو شأنه كثيرا في الحياة الدنيا ، الا انه فهم سلبي على اي حال على العلاقة الاخوية بين يوسف واخوته ، وهذا بعكس مقاصد التأويل الذي فهمها يعقوب عليه السلام والتي فيها عزّة لآل يعقوب على الجملة وليس ذلاّ كما يعتقد الفهم الساذج :(( ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب ..)) !.ثالثا : ان يوسف وان كانت عاقبته عظيمة الا انه لم يكن بعد قد أوتي علم (تأويل الاحاديث ) في ايام صباه ليفهم مقاصد وصور وحقائق تأويل رؤياه هو نفسه ، ولذا جاء للشيخ الكبير يعقوب ع ، مثل ايّ احد منّا عندما يلتجأ الى الاكبر منه سنا ليفسر له حلمه او ليؤل له رؤياه وليقول لوالده يعقوب ع عن رؤياه بتعجب وبكثير من الاسألة والاستغراب وطلب المعرفة وحاله تقول :(( يابت اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ..) فلم ادرك المعنى ولم افهم المقصد ،فهل لدى العجوز يعقوب تأويل لرؤياي ؟.عند هذا كان تأويل يعقوب لرؤيا يوسف ع صورة لااعتقد شخصيا انها فارقت عقل يوسف فيما تبقى من حياته ، لكنّ العجيب ان يوسف وفي اخر مشهد من مشاهد القصة العظيمة ينبه ذاكرة الشيخ العجوز على امل انها تكون قوية كما عهدها في السابق ليقول له يوسف وهو على كرسي الملك في مصر :(( يأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا )) !._____________
al_shaker@maktoob.com
ع وتبيين معالمها الحقيقية وماهو عليه الان وماسيؤول له حال يوسف الصديق ع فيما بعد في هذه الحياة الدنيا ، فبدأ يعقوب الحكيم بشرح ماهية رؤيا يوسف على أساس انها تمثل العناوين الثلاثة التالية :الاول : عنوان وكذالك (يجتبيك ربك) ، بما هو استخلاص يوسف من قبل الله سبحانه وتعالى لخاصته سبحانه .الثاني : عنوان ( ويعلمك من تأويل الاحاديث ) بأعتباره علم الاهي لدنّي يؤتيه الله من يشاء .الثالث : عنوان ( ويتمّ نعمته عليك ) بالخصوص وعلى ال يعقوب بالعموم ، بأعتبار النعمة الشاملة .والحقيقة ربما هناك من التفت مثلي الى صعوبة ((الربط كمدخل)) لفهم النص القرءاني هذا بين تأويل يعقوب ع القائم على طرح العناوين الثلاثة التي ذكرناها من النص القرءاني الكريم ، وبين منطوق الرؤيا اليوسفية نفسها ، فماعلاقة سجود نجوم كونية في واقع الحال بالأجتباء ليوسف وتعليمه وأتمام النعمة عليه ؟.نعم مفهومة هي بعض المرويات الشريفة عن أهل بيت الرسالة والطهارة ع التي تذكر في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : تأويل هذه الرؤية أنه سيملك مصر ويدخل عليه أبواه واخوته ، فأما الشمس فأم يوسف راحيل ، والقمر يعقوب ، وأما الاحد عشر كوكبا فأخوته ، فلما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله وحده حين نظروا اليه ، وكان ذالك السجود لله .ان مثل هذه المرويات مفهومة على اساس انها التأويل الاخير وما آلت اليه حال يوسف ع اخيرا في مصر بنص القرءان الكريم ، ولكنّ سؤالنا يبقى على حاله وهو : ما هي العلاقة التي تشير من بعيد او قريب لهذا المعنى بين كواكب كونية من جهة وملك وجاه وسجود اناس لله سبحانه من جهة اخرى ؟.وهل ان يعقوب الكريم ع فهم كما تقول الرواية كل هذه المعاني ( ملك مصر ) ككتلة واحدة واخبرها الى يوسف ع ؟.أم ان تأويل يعقوب لرؤيا يوسف لم يذكر أصلا فيها ملك مصر وسجود عائلة يوسف لله شكرا ....، وانما ذكر ماقصه القرءان الكريم من ان الله سبحانه سيجتبي يوسف ويعلمه ويتم النعمة عليه وعلى ال يعقوب ؟.وحتى هذا التأويل الذي ذكره الذكر الحكيم القرءان الكريم على لسان يعقوب ع ينبغي ان نتسائل ايضا حوله ب : ماعلاقة سجود كواكب كونية بمعانى الاجتباء والتعليم واتمام النعمة في عملية التأويل اليعقوبية ؟.واذا ما كانت العلاقة المطلوب معرفتها سرُّ من الاسرار الغيبية ( على فرض هذا ) المختصة بعلم مافوق الذهنية الانسانية العادية وليس الاعجازية النبوية ، فلاشك ان لنا الحق ايضا في فهم ماهية العملية بصورة ظاهرية ولنتسائل من جهة اخرى : هل يعني هذا ان للعملية برمتها التي قامت بين رؤيا يوسف وتأويل يعقوب عليهم السلام جميعا بغض النظر عن فهم سرّ علاقتها أكثر من صورة واكثر من وجه في الحياة الانسانية ؟. وهل يعني هذا بصورة اخرى من الفهم انه كانت الرؤيا اليوسفية في هذه الحالة تحمل صورتين او حقيقتين مختلفتين تماما في عمليتي الرؤيا و التأويل :الاولى : هي صورة كواكب كونية ساجدة ليوسف ع .الثانية : هي صورة اجتباء وتعليم واتمام نعمة على يوسف أولها الحكيم يعقوب ع ؟.أم ان للرؤيا اليوسفية لغز لايفهمه الا نبي مرسل بمنزلة يعقوب الكريم فحسب ، ولهذا كان هو المختص فحسب في فهم التأويل الذي هو عبارة عن :( تطوير صورة الرؤيا من واقعها الاولي الساذج ، واخراج صورتها الحقيقية بعد التأويل ) ؟.كل هذا وارد ومنطقي تماما ، لاسيما ان ادركنا ان السؤال عن ماهية الربط بين الرؤيا والتأويل في هذه الحالة بين يعقوب ويوسف ع ، هي التي هيئتنا لمعرفة : ان لكل رؤيا صورة ظاهرية بسيطة وبأمكان اي انسان في هذا العالم من تناولها ، وبين تأويل يقوم بعملية حلّ الشيفرة او تطوير الصورة الاولية للوصول الى حقيقتها العملية والفعلية في هذه الحياة !.ومن هذا نفهم مبدأيا الحقائق التالية :اولا : ان الرؤيا مرتبة ساذجة من الصور الذهنية التي يلتقطها العقل الانساني بتفاوت من هنا وهناك من مصادر متعددة منها حسية وأخرى معنوية عالية القيمة ، فرؤيا يوسف ع وان اختلفت في التأويل كما اختلفت في منزلتها الصورية الساذجة ، ولكنها لاتختلف في الماهية عن رؤيا صاحبي السجن ورؤيا ملك مصر عندما رأى سبع بقرات .... فالكل من نفس الماهية والكل له حقيقة تأويل ولكن مع اختلاف في حقيقة المنزلة او علو المنزلة هنا . !.ثانيا : كذالك نفهم الان معنى قول يعقوب ليوسف :(( يابني لاتقصص رؤياك على اخوتك ...)) فعلى فهم صورتي الرؤيا والتأويل هذه ، ندرك ان يوسف حتى وان قص رؤياه لاخوته ( على فرض مع انه لم يقصّ رؤياه ) فانه لاينقل لهم سرّا خطيرا جدا باعتبار انه سينقل لهم فحسب الصورة الاولية الساذجة لحالة طبيعية تحصل لاي انسان منّا في هذه الحياة الا وهي الرؤيا ، وانما خطرية الرؤيا اليوسفية تكمن في حقيقة تأويلها او تطوير ملامحها الواقعية لتصبح صورة مختلفة تماما عن الظاهر وحقيقة بعيدة جدا عن واقع وملامح صورة الرؤيا الاولية الساذجة ، ولهذا كان يعقوب يخشى من التفسير الساذج والاولي لرؤيا يوسف على يد اخوته ، وهو فهمهم للرؤيا على اساس انها تنم عن علو ليوسف لاسيما انه يبدو ان يوسف كان صاحب شخصية عالية الكارزما القيادية منذ صباه ، واذلال لهم في هذه الحياة الدنيا والممثلة ( الصورة ) بسجود احد عشر كوكبا والشمس والقمر ليوسف ع ، وطبيعي ان مثل هذا الفهم وان كان هو جزء من الحقيقة الكلية لواقع تأويل رؤيا يوسف ع ، وانه سوف يعلو شأنه كثيرا في الحياة الدنيا ، الا انه فهم سلبي على اي حال على العلاقة الاخوية بين يوسف واخوته ، وهذا بعكس مقاصد التأويل الذي فهمها يعقوب عليه السلام والتي فيها عزّة لآل يعقوب على الجملة وليس ذلاّ كما يعتقد الفهم الساذج :(( ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب ..)) !.ثالثا : ان يوسف وان كانت عاقبته عظيمة الا انه لم يكن بعد قد أوتي علم (تأويل الاحاديث ) في ايام صباه ليفهم مقاصد وصور وحقائق تأويل رؤياه هو نفسه ، ولذا جاء للشيخ الكبير يعقوب ع ، مثل ايّ احد منّا عندما يلتجأ الى الاكبر منه سنا ليفسر له حلمه او ليؤل له رؤياه وليقول لوالده يعقوب ع عن رؤياه بتعجب وبكثير من الاسألة والاستغراب وطلب المعرفة وحاله تقول :(( يابت اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ..) فلم ادرك المعنى ولم افهم المقصد ،فهل لدى العجوز يعقوب تأويل لرؤياي ؟.عند هذا كان تأويل يعقوب لرؤيا يوسف ع صورة لااعتقد شخصيا انها فارقت عقل يوسف فيما تبقى من حياته ، لكنّ العجيب ان يوسف وفي اخر مشهد من مشاهد القصة العظيمة ينبه ذاكرة الشيخ العجوز على امل انها تكون قوية كما عهدها في السابق ليقول له يوسف وهو على كرسي الملك في مصر :(( يأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا )) !._____________
al_shaker@maktoob.com