لماذا خلق ابليس ؟. وماهي علاقته مع الانسان ؟.وماعلاقة الانسان به ؟. ماهي مشكلة هذا المخلوق المعقد مع الله سبحانه ومع الانسان ؟.كثيرا مايتسائل العقل الانساني عن ماهية الخلق العامة
في هذا الكون والعالم والانسان ، وربما وفي كثير من الاحيان ايضا يحاول الفكر الانساني ان يتلمس الاجابة على تساؤلاته تلك في جزئيات تعابير اللوحة الخلقية هذه مما يسبب له الكثير من الاضطراب في الرؤية وفي الاجابة كذالك ، فيبدأ بالتساؤل حول الجزئيات الخلقية وليست الكليات العمومية ليقول : لماذا خلق الله سبحانه الشيطان المسمى دينيا بابليس ؟.الحقيقة ان الاشكالية في مثل هذه التساؤلات المشروعة انها تنظر الى جزء من اللوحة فحسب ، او هي ولعدم معرفتها بالفن الخلقي الرائع تنظر الى لون واحد من الالوان الكثيرة الموجودة في اللوحة الخلقية ، ولتعترض فيما بعد مثلا على اللون الاسود المستعمل في هذه اللوحة الفنية ، وتتسائل : لماذا وجد هذا اللون الاسود في اسفل او اعلى هذه اللوحة ؟.نعم الفنان الرائع والمبدع لايسال عن وجود اللون في لوحته بلماذا ؟.، وانما يلتفت في سؤاله الى الجانب الاعمق في المسألة وليتسائل : هل ان وجود هذا اللون اوذاك في هذه الزاوية او تلك هو الاكثر انسجاما وجمالية لروعة اللوحة ؟. وهل ينبغي ان يوضع اللون بخطوطه في هذه الزاوية او تلك ؟.هنا المسألة مختلفة تماما بين الهاوي لفن التسائل عن الفن وقوانينه وبين الفنان المدرك لقوانين الفن واساليبه !.الاول يسأل حول : لماذا وجد هذا اللون في اللوحة ؟.أما الثاني فيدرك : ان وجود الالوان المتعددة من ضرورات وجود اي لوحة فنية جميلة ، ولذالك هو يسأل عن مواقع تواجد هذه الالوان ومدى انسجامها مع المنظر ، ولايسأل عن لماذا يوجد هذا اللون او ذاك في صلب كيانية اللوحة ، باعتبار ان استخدام الالوان في اي لوحة هو من الضروريات الفنية التي لاينبغي التساؤل حول وجودها في اللوحة ، بل ويعتبر اي فنان ان السؤال عن تواجد الالوان المتعددة في اي لوحة فنية هو ضرب من السفه الفني لاغير !؟.تمام : في مثل هذه الاجابة عن : لماذا خلق او وجد ابليس في لوحة الخلقة العالمية ؟. نكون امام تسائل هو شبيه بمن يسأل عن اللون الاسود في اللوحة الفنية تلك ، ولماذا هو وجد في هذه اللوحة ، وربما ان اردنا الاجابة على مثل هذا السؤال الغير عميق لقلنا : لتكتمل جمالية الصورة واللوحة الفنية العامة لمشروع الخلقة الكونية والعالمية والانسانية !.اذ من غير الجميل ان نقوم بصناعة لوحة لوجه فتاة جميلة ، ونسقط حاجبها من المنظر او انفها او عينها لتكون اكثر جمالا !.بل المفروض ان تكتمل الصورة بكل جماليتها المتكاملة ان وجدت جميع عناصر اللوحة الانسانية لتكون :(( العين والحاجب والانف ... وكل شيئ في مكانه جميل )) كما قال احد الحكماء في رؤيته الفلسفية هذه ، والعكس صحيح ايضا ان حاولنا اسقاط جزء من اللوحة او رفعه من معادلة اللوحة الكلية فاننا سوف لن نجني سوى صورة ولوحة مشوهة تماما وغير جميلة بالمرة باعتبار ان رفع جزء من اللوحة اثّر بشكل سلبي على جمال وكمال اللوحة الفنية ككل متكامل ومتجانس ايضا ، وهكذا هي المسألة او قريبة من هذا عندما نريد اخذ لون (( ابليس )) في الخلقة العالمية لنسأل حوله بلماذا هو موجود هنا ؟. او لماذا لم يرفع من اللوحة لتكون اكثر جمالا وبهاء عندئذ ؟.لا .. ربما عند رفع اللون الاسود لابليس من مجمل اللوحة ستتحول الى لوحة مشوهة تماما وغير ذات طعم وذوق جيد تستسيغها المزاجية الفنية للانسان المعقد !؟.اذن : سؤال لماذا خلق ابليس في هذا العالم هو شبيه بسؤال لماذا خلق هذا اللون في هذه اللوحة او هو قريب لسؤال لماذا لايرفع هذا اللون من هذه الرائعة الفنية للخلقة العالمية ؟., وربما وفي كلا الحالتين ستكون الاجابة تعنيفية لمن يسأل مثل هذه الاسألة ، ولا اقل من الاجابة عن الاول : بأن خلقة ابليس ضرورة فنية لوجود اللوحة الخلقية العالمية ؟!. وعن الثاني بأن يقال : لاتوجد لوحة بلا الوان مختلفة ؟!.ان الكثير منا ومع الاسف عندما يريدون ان يقيموا اللوحة الفنية الكبيرة للخلقة العالمية فانهم ينظرون الى الجزء الكبير او الصغير من هذه اللوحة ليتساءلوا حوله ، ولربما اخذوا موضوعة معينة من هذه الخلقة ليتساءلوا حولها ولتكن الزاوية المظلمة من اللوحة الخلقية المتعلقة ب (( ابليس )) او الشيطان ، ليركزوا بعد ذالك كل رؤيتهم وادراكهم حول هذه الجزئية وليعلنوا بكثير من الغضب بالقول : لماذا خلق الله هذا المخلوق الذي هو سبب كل الشرور والمآسي في العالم الانساني ؟.وهل الله هو بحاجة لهذه الخلقة المسماة ابليسا ؟.ولماذا لم يكتفي الله سبحانه برسم اللوحة بعيدا عن خطوطها الرمادية لتكون الصورة كلها مشرقة وجميلة ؟.وأليس سوف تكون الخلقة اكثر جمالا عندما نرفع هذا المخلوق المعقد من اللوحة ، ولتكون الخلقة بلا ابليس اصلا ؟.نعم عندما ينظر الانسان الى اي شيئ من هذه الزاوية فانه ينظر بعين طبيعته العقلية والذهنية والنفسية للاشياء العالمية ، فالانسان المفكر محكوم بقوانين الزمان والمكان الكونية ، وقوانين التراتبية والنظام الطبيعية ، ولايستطيع عندئذ الا نادرا ان يتخلص من هذه الاغلال الكونية والطبيعية القانونية التي تسيطر على رؤيته وفكره للاشياء العالمية ، لينظر الى العالم بعيدا عن اغلاله ومن ثم ليرى العالم ككل متكامل لايتجزأ في تركيبته وخلقته الموجودة هذه !.صحيح : ان الانسان لايتمكن من رؤية الاشياء العالمية والكونية الا حسب قوانينها الميكانيكية الطبيعية ، وقوانينها الزمانية والمكانية ايضا ، فكل شيئ حوله يسير وفقا للزمان والمكان ، فهذا الشيئ من العالم ياتي بعد هذا زمانيا او مكانيا ، وهذا السبب سيلد ذاك حتما بعلاقة ميكانيكية لاتتخلف عن المقدمة والنتيجة ..... وهكذا ، هو انسان محكوم بقوانين تحيطه من كل جانب لتنظم له حركته في هذا العالم الكوني والطبيعي ، فلا غرابة عندئذ ان نظر الانسان الى باقي اشياء العالم الخلقية على هذه النمطية ليعتقد ان نواميس الخلقة الالهية هي هي على نفس النمطية الميكانيكية التي تحيط به ، وليعتقد فيما بعد : ان الله ايضا عندما خلق الانسان والسماء والارض والحيوان والملائكة وابليس ....وباقي اشياء الكون الانسانية الفكرية والمادية هي اتت على نفس النمطية الزمانية والمكانية ، ليعتقد هذا الانسان بضرورة بداية ونهاية الخلقة الالهية ايضا ، ليرى مشروع الخلقة وحسب طبيعته الانسانية انها بدأت اولا بخلق السماء وبعد ذالك الارض ومن ثم الملائكة وبعد ذالك ......الخ ، وهي محكومة بنفس القانون الانساني التراتبي الذي يقسم الاشياء العالمية زمانيا ومكانيا الى متقدم ومتأخر في الخلقة هذه !.نعم ان قلنا ان كل جزء من اشياء العالم الكونية والانسانية والمعنوية مرّت بعملية جزئية من الخلق نكون قد جزأنا الخلقة الى قطع متفرقة لتكتمل لدينا الصورة الخلقية بأن ننظر الى كل جزء من اجزاء العالم على اساس انه عالم متكامل بوحدة منفصلة عن باقي الاجزاء ، وفي مثل هذه الرؤية من حقنا ان ننظر الى عوالم متعددة يسمح لنا عندئذ العقل البشري الساذج ان نقول او نرى عالم ابليس مختلف عن عالم الانسان وعنه عن عالم الحيوان والجماد ....الخ ،لنصل الى نتيجة فكرية تعتقد بامكانية دراسة كل عالم كوحدة قائمة بذاتها ، وبعد ذالك من حقنا القول : لماذا خلق الله سبحانه العالم الابليسي الشرير ؟.ولماذا لم يكتفي بالعوالم الاخرى من الخلقة الكونية ؟.وما حاجة الخالق سبحانه وتعالى لهذا العالم القاتم الالوان الخلقية هذه ؟.أما ان نظرنا الى الخلقة الكونية والعالمية والانسانية على اساس انها وحدة متكاملة ولوحة منسجمة غير قابلة للتجزيئ او التفرقة ، وادركنا ان عملية الخلق الالهية الربانية هي عملية كلية لعالم واحد متجانس ومتكامل ، فهمنا مقاصد قوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم :((وما أمرنا الا واحدة كلمح البصر / 50/ القمر )) وادركنا اننا امام عالم واحد فحسب هو عالم الانسان والكون والطبيعة والملائكة والحيوان والشيطان ، وعندئذ تضيق امامنا مساحة التفكير المتجزئة للعالم الخلقي هذا لتكون امامنا اللوحة ككتلة واحدة بقانون واحد تحت ظل (( كن فيكون )) الالهية المقدسة ، وحينئذ يصعب تماما التفكير بالسؤال عن جزء من اللوحة والصورة (( ابليس )) لنعترض بلماذا هو خلق اصلا ؟.لا ... لانستطيع في هذه الصورة اخذ الجزء منفصلا عن الكل للدراسة ، بل ينبغي النظر للصورة بكل الوانها وخطوطها الصاعدة والنازلة ، ونحكم بعد ذالك على العالم وهل هو مركب بصورة محكمة وغاية في الروعة ام انها صورة ناقصة لبعض العناصر الاخرى ام هي صورة فيها الكثير من الزيادات الخارجة عن نطاق الفن الجميل هنا ؟.والان : هل من الضروري خلق ابليس في هذا العالم المعقد ؟.وماهية العملية الخلقية العامة الغير خاضعة لنواميس الميكانيكة الطبيعية ؟.كيف خلق ابليس ؟.للحديث بقية
في هذا الكون والعالم والانسان ، وربما وفي كثير من الاحيان ايضا يحاول الفكر الانساني ان يتلمس الاجابة على تساؤلاته تلك في جزئيات تعابير اللوحة الخلقية هذه مما يسبب له الكثير من الاضطراب في الرؤية وفي الاجابة كذالك ، فيبدأ بالتساؤل حول الجزئيات الخلقية وليست الكليات العمومية ليقول : لماذا خلق الله سبحانه الشيطان المسمى دينيا بابليس ؟.الحقيقة ان الاشكالية في مثل هذه التساؤلات المشروعة انها تنظر الى جزء من اللوحة فحسب ، او هي ولعدم معرفتها بالفن الخلقي الرائع تنظر الى لون واحد من الالوان الكثيرة الموجودة في اللوحة الخلقية ، ولتعترض فيما بعد مثلا على اللون الاسود المستعمل في هذه اللوحة الفنية ، وتتسائل : لماذا وجد هذا اللون الاسود في اسفل او اعلى هذه اللوحة ؟.نعم الفنان الرائع والمبدع لايسال عن وجود اللون في لوحته بلماذا ؟.، وانما يلتفت في سؤاله الى الجانب الاعمق في المسألة وليتسائل : هل ان وجود هذا اللون اوذاك في هذه الزاوية او تلك هو الاكثر انسجاما وجمالية لروعة اللوحة ؟. وهل ينبغي ان يوضع اللون بخطوطه في هذه الزاوية او تلك ؟.هنا المسألة مختلفة تماما بين الهاوي لفن التسائل عن الفن وقوانينه وبين الفنان المدرك لقوانين الفن واساليبه !.الاول يسأل حول : لماذا وجد هذا اللون في اللوحة ؟.أما الثاني فيدرك : ان وجود الالوان المتعددة من ضرورات وجود اي لوحة فنية جميلة ، ولذالك هو يسأل عن مواقع تواجد هذه الالوان ومدى انسجامها مع المنظر ، ولايسأل عن لماذا يوجد هذا اللون او ذاك في صلب كيانية اللوحة ، باعتبار ان استخدام الالوان في اي لوحة هو من الضروريات الفنية التي لاينبغي التساؤل حول وجودها في اللوحة ، بل ويعتبر اي فنان ان السؤال عن تواجد الالوان المتعددة في اي لوحة فنية هو ضرب من السفه الفني لاغير !؟.تمام : في مثل هذه الاجابة عن : لماذا خلق او وجد ابليس في لوحة الخلقة العالمية ؟. نكون امام تسائل هو شبيه بمن يسأل عن اللون الاسود في اللوحة الفنية تلك ، ولماذا هو وجد في هذه اللوحة ، وربما ان اردنا الاجابة على مثل هذا السؤال الغير عميق لقلنا : لتكتمل جمالية الصورة واللوحة الفنية العامة لمشروع الخلقة الكونية والعالمية والانسانية !.اذ من غير الجميل ان نقوم بصناعة لوحة لوجه فتاة جميلة ، ونسقط حاجبها من المنظر او انفها او عينها لتكون اكثر جمالا !.بل المفروض ان تكتمل الصورة بكل جماليتها المتكاملة ان وجدت جميع عناصر اللوحة الانسانية لتكون :(( العين والحاجب والانف ... وكل شيئ في مكانه جميل )) كما قال احد الحكماء في رؤيته الفلسفية هذه ، والعكس صحيح ايضا ان حاولنا اسقاط جزء من اللوحة او رفعه من معادلة اللوحة الكلية فاننا سوف لن نجني سوى صورة ولوحة مشوهة تماما وغير جميلة بالمرة باعتبار ان رفع جزء من اللوحة اثّر بشكل سلبي على جمال وكمال اللوحة الفنية ككل متكامل ومتجانس ايضا ، وهكذا هي المسألة او قريبة من هذا عندما نريد اخذ لون (( ابليس )) في الخلقة العالمية لنسأل حوله بلماذا هو موجود هنا ؟. او لماذا لم يرفع من اللوحة لتكون اكثر جمالا وبهاء عندئذ ؟.لا .. ربما عند رفع اللون الاسود لابليس من مجمل اللوحة ستتحول الى لوحة مشوهة تماما وغير ذات طعم وذوق جيد تستسيغها المزاجية الفنية للانسان المعقد !؟.اذن : سؤال لماذا خلق ابليس في هذا العالم هو شبيه بسؤال لماذا خلق هذا اللون في هذه اللوحة او هو قريب لسؤال لماذا لايرفع هذا اللون من هذه الرائعة الفنية للخلقة العالمية ؟., وربما وفي كلا الحالتين ستكون الاجابة تعنيفية لمن يسأل مثل هذه الاسألة ، ولا اقل من الاجابة عن الاول : بأن خلقة ابليس ضرورة فنية لوجود اللوحة الخلقية العالمية ؟!. وعن الثاني بأن يقال : لاتوجد لوحة بلا الوان مختلفة ؟!.ان الكثير منا ومع الاسف عندما يريدون ان يقيموا اللوحة الفنية الكبيرة للخلقة العالمية فانهم ينظرون الى الجزء الكبير او الصغير من هذه اللوحة ليتساءلوا حوله ، ولربما اخذوا موضوعة معينة من هذه الخلقة ليتساءلوا حولها ولتكن الزاوية المظلمة من اللوحة الخلقية المتعلقة ب (( ابليس )) او الشيطان ، ليركزوا بعد ذالك كل رؤيتهم وادراكهم حول هذه الجزئية وليعلنوا بكثير من الغضب بالقول : لماذا خلق الله هذا المخلوق الذي هو سبب كل الشرور والمآسي في العالم الانساني ؟.وهل الله هو بحاجة لهذه الخلقة المسماة ابليسا ؟.ولماذا لم يكتفي الله سبحانه برسم اللوحة بعيدا عن خطوطها الرمادية لتكون الصورة كلها مشرقة وجميلة ؟.وأليس سوف تكون الخلقة اكثر جمالا عندما نرفع هذا المخلوق المعقد من اللوحة ، ولتكون الخلقة بلا ابليس اصلا ؟.نعم عندما ينظر الانسان الى اي شيئ من هذه الزاوية فانه ينظر بعين طبيعته العقلية والذهنية والنفسية للاشياء العالمية ، فالانسان المفكر محكوم بقوانين الزمان والمكان الكونية ، وقوانين التراتبية والنظام الطبيعية ، ولايستطيع عندئذ الا نادرا ان يتخلص من هذه الاغلال الكونية والطبيعية القانونية التي تسيطر على رؤيته وفكره للاشياء العالمية ، لينظر الى العالم بعيدا عن اغلاله ومن ثم ليرى العالم ككل متكامل لايتجزأ في تركيبته وخلقته الموجودة هذه !.صحيح : ان الانسان لايتمكن من رؤية الاشياء العالمية والكونية الا حسب قوانينها الميكانيكية الطبيعية ، وقوانينها الزمانية والمكانية ايضا ، فكل شيئ حوله يسير وفقا للزمان والمكان ، فهذا الشيئ من العالم ياتي بعد هذا زمانيا او مكانيا ، وهذا السبب سيلد ذاك حتما بعلاقة ميكانيكية لاتتخلف عن المقدمة والنتيجة ..... وهكذا ، هو انسان محكوم بقوانين تحيطه من كل جانب لتنظم له حركته في هذا العالم الكوني والطبيعي ، فلا غرابة عندئذ ان نظر الانسان الى باقي اشياء العالم الخلقية على هذه النمطية ليعتقد ان نواميس الخلقة الالهية هي هي على نفس النمطية الميكانيكية التي تحيط به ، وليعتقد فيما بعد : ان الله ايضا عندما خلق الانسان والسماء والارض والحيوان والملائكة وابليس ....وباقي اشياء الكون الانسانية الفكرية والمادية هي اتت على نفس النمطية الزمانية والمكانية ، ليعتقد هذا الانسان بضرورة بداية ونهاية الخلقة الالهية ايضا ، ليرى مشروع الخلقة وحسب طبيعته الانسانية انها بدأت اولا بخلق السماء وبعد ذالك الارض ومن ثم الملائكة وبعد ذالك ......الخ ، وهي محكومة بنفس القانون الانساني التراتبي الذي يقسم الاشياء العالمية زمانيا ومكانيا الى متقدم ومتأخر في الخلقة هذه !.نعم ان قلنا ان كل جزء من اشياء العالم الكونية والانسانية والمعنوية مرّت بعملية جزئية من الخلق نكون قد جزأنا الخلقة الى قطع متفرقة لتكتمل لدينا الصورة الخلقية بأن ننظر الى كل جزء من اجزاء العالم على اساس انه عالم متكامل بوحدة منفصلة عن باقي الاجزاء ، وفي مثل هذه الرؤية من حقنا ان ننظر الى عوالم متعددة يسمح لنا عندئذ العقل البشري الساذج ان نقول او نرى عالم ابليس مختلف عن عالم الانسان وعنه عن عالم الحيوان والجماد ....الخ ،لنصل الى نتيجة فكرية تعتقد بامكانية دراسة كل عالم كوحدة قائمة بذاتها ، وبعد ذالك من حقنا القول : لماذا خلق الله سبحانه العالم الابليسي الشرير ؟.ولماذا لم يكتفي بالعوالم الاخرى من الخلقة الكونية ؟.وما حاجة الخالق سبحانه وتعالى لهذا العالم القاتم الالوان الخلقية هذه ؟.أما ان نظرنا الى الخلقة الكونية والعالمية والانسانية على اساس انها وحدة متكاملة ولوحة منسجمة غير قابلة للتجزيئ او التفرقة ، وادركنا ان عملية الخلق الالهية الربانية هي عملية كلية لعالم واحد متجانس ومتكامل ، فهمنا مقاصد قوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم :((وما أمرنا الا واحدة كلمح البصر / 50/ القمر )) وادركنا اننا امام عالم واحد فحسب هو عالم الانسان والكون والطبيعة والملائكة والحيوان والشيطان ، وعندئذ تضيق امامنا مساحة التفكير المتجزئة للعالم الخلقي هذا لتكون امامنا اللوحة ككتلة واحدة بقانون واحد تحت ظل (( كن فيكون )) الالهية المقدسة ، وحينئذ يصعب تماما التفكير بالسؤال عن جزء من اللوحة والصورة (( ابليس )) لنعترض بلماذا هو خلق اصلا ؟.لا ... لانستطيع في هذه الصورة اخذ الجزء منفصلا عن الكل للدراسة ، بل ينبغي النظر للصورة بكل الوانها وخطوطها الصاعدة والنازلة ، ونحكم بعد ذالك على العالم وهل هو مركب بصورة محكمة وغاية في الروعة ام انها صورة ناقصة لبعض العناصر الاخرى ام هي صورة فيها الكثير من الزيادات الخارجة عن نطاق الفن الجميل هنا ؟.والان : هل من الضروري خلق ابليس في هذا العالم المعقد ؟.وماهية العملية الخلقية العامة الغير خاضعة لنواميس الميكانيكة الطبيعية ؟.كيف خلق ابليس ؟.للحديث بقية