الأربعاء، يناير 28، 2009

ابليس ذالك المخلوق المعقد ... رؤية قرءانية من اجل ثقافة دينية‏-9

(( قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ))‏ عاشرا : في المحور الاخير الذي احببنا ان نتعرض له لمقولة :(( انا خير منه ...)) ‏هو محور (( التقرير والحكم )) حيث تتميز هذه الصيغة من صيغ الكلام العربي بانها ‏صيغة حكمية قطعية ، بخلاف صيغ اخرى تسمى تساءلية معرفية او استنكارية ‏كالتي دائما تحدث عندما يدور حوار بين متحاورين او اكثر، او صيغ امرية ربما ‏
ترتقي لتكون بصيغة اخبار في الظاهر وامر في الجوهر .... وهكذا اختار ابليس ‏للتعبير عن رؤيته وفكره ومعتقده في مسألة (( اسجدوا .. والانسان )) بان تكون ‏صيغة (( انا خير منه ..)) تعبير صادق عن ما يدور داخل المخيلة الابليسية تجاه هذا ‏المخلوق الجديد المسمى ادم من جهة ، واتجاه الامر الالهي القاضي بالسجود لهذا ‏المخلوق الجديد ب(( اسجدوا )) ، وهنا من حقنا ان نتساءل حول : ماهية الانجاذبية ‏الفكرية والعقدية والجوهرية التي سحبت ابليس نحوها ليختار من بين الصيغ ‏التعبيرية المتعددة صيغة واحدة فقط الا وهي الصيغة القطعية في :(( انا خير منه ‏خلقتني من نار وخلقته من طين ))؟.‏لماذا او ماهي الدوافع والمبررات التي دفعت ابليس للايمان المطلق بانه خير من ‏المخلوق الاخر المسمى ادم ، لذالك هو اختار من بين الصيغ المتعددة للتعبير الخلقي ‏صيغة القطع والحكم الغير قابل للنقض او المراجعة فيما بعد ؟.‏ان هذه الصيغة تطلعنا على كارثة ايمانية كان يؤمن بها هذا المخلوق المعقد من كل ‏اعماقه في رؤية الخير واين هو موجود بالفعل لذا جاءت تعابيره جازمة وحازمة ‏وغير قابلة لاي معرفة مضافة لهذه الحقيقة التي تقول :(( انا خير منه ..)) ومن هنا ‏جاء الحكم الالهي مرادفا وبلا فاصلة زمنية على الاطلاق لتقول :(( قال فاهبط منها ‏فمايكون لك أن تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين )) !.‏نعم بغض النظر عن ايمان ابليس بأن النار اكثر خيرية من الطين ، وبغض النظر عن ‏الانا الانانية والانا الفردية ، وبغض النظر عن القدح بالمعرفة الالهية والعدالة ‏والحكمة الربانية في هذا الحكم الابليسي ، وبغض النظر عن جهل هذا المخلوق ‏المركب بان الخيرية ليست ولايمكن ان تكون في جوهر الاشياء وانما في ‏وظائفها........ ، بغض النظر عن ذالك كله ماهي الدوافع الحقيقية والمبررات ‏الواقعية التي دفعت ابليس لاختيار صيغة القطع والحكم المطلقة في مسألة : (( انا ‏خير منه ...)) التي كانت هي السبب الظاهري لطرد ولعن ونفي هذا المخلوق المعقد ‏ابليس الناري وهو يعلن عقيدته الخفية هذه ؟.‏من الذي درّس وعلّم ابليس الفلسفة الخيرية هنا ليدرك موازين الخير من الشر في ‏الاشياء العالمية بصورة مختلفة حتى عن الله سبحانه وتقدس كماله ؟.‏ولماذا اعتقد هذا المخلوق انه الاخير في هذا الوجود ؟.‏وهل كانت هناك مناسبة مقارنة اصلا بينه وبين غيره ليذكر وبصورة قطعية انه هو ‏الاخير من باقي الموجودات تماما ؟.‏من اين فهم ابليس ان أمر السجود والتحية الالهية لادم الانساني تعني بالضرورة انها ‏خير مطلق ، لذالك سارع ابليس لمعارضة الامر الالهي بانه هو خير من ادم وانه ‏لاينبغي له ان يسجد لادم الطيني ؟.‏وما هي الاشارة التي التقطها ابليس من امر السجود ليفهم بعد ذالك ان هذا السجود ‏يعني خيرية وكرامة وتفضيل لهذا المخلوق الجديد ؟.‏وهل عندما قضت الحكمة والعدالة الالهية بالسجود وتحية ادم الانساني هذا ، هي ‏كانت تعلن من جانب اخر ان جميع الخيرية ستنحصر بهذا المخلوق المسجود له ، ‏ولذالك فهم ابليس هذه اللعبة فسارع الى الاعتراض باعتباره هو خير من ادم ؟.‏أم ان امر السجود هناك لم يكن ليشير من قريب او بعيد الى اي تفضيل وخيرية ‏وكرامة تذكر ، وانما الموضوعة فقط تنحصر في عملية تحية واستقبال لمخلوق جديد ‏يريد ان يشارك الموجودات الاخرى في عملية الايجاد لذا تطلب الترحيب والتحية بهذا ‏المخلوق فحسب من خلال :(( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين / ‏قرءان كريم )) ؟. هذا !.‏اذن اذا كانت مسألة السجود لادم عليه السلام لاتعني مطلقا اي تفاضل او خيرية او ‏كرامة جوهرية على باقي المخلوقات كما يعتقده الفقير الى عفو ربه كاتب هذه ‏السطور فمن اين فهم ابليس الملعون عملية السجود على اساس انها خيرية ‏وتفضيل فسارع الى الاعتراض على الخلقة الانسانية وانها لاتستحق الاحترام ‏والتحية وهذا الاستقبال الملفت للنظر ؟.‏هل كان ابليس حتى في هذه النقطة واهم فكريا الا وهي نقطة (( انا خير منه ...)) ‏الخيرية ، وما اعتقاده بان عملية السجود تكريم مميز وخير كامل لادم ، ..... حتى ‏هذه النقطة هي لم يكن لها اي اصل واقعي يذكر ؟!.‏اذن اذا كانت هذه النقطة نقطة واهمة ولم تكن تشير عملية السجود اساسا الى اي ‏مقارنة بين الخيرية وغير الخيرية ، فمن اين جاءت فكرة : ان السجود يجب ان يكون ‏للاكثر خيرية من المخلوقات الالهية لهذا المخلوق الغريب المسمى ابليس ؟.‏انه حقا مخلوق غريب ومعقد وله مقاييسه الشخصية والذاتية والمستقلة تماما عن ‏اي واقعية لاهوتية خلقية ، شأنه في ذالك شأن اي كافر بالله سبحانه عندما يؤسس ‏لمنظومته الفكرية الطاغوتية حسب اهواءه ومصالحه الشخصية فحسب ، وبعيدا عن ‏اي ميزان فكري او منطقي او شرعي اخلاقي الاهي هنا ايضا ، فيرى الخير والفضل ‏والكرامة من جانبه الشخصي هو، وليس من جوانب الخيرية والافضلية والاكرمية ‏الواقعية الالهية المقدسة التي تصيغ المفاهيم بحسب المصاديق الواقعية لهذه المفاهيم ‏الراقية !.‏القرءان الكريم يحدثنا عن ثلة من الكافرين التي تستقل برايها وتبني مقرراتها ‏الفكرية لتصنع فيما بعد منظومة متكاملة من الموازين العقلية ونظمها الاخلاقية التي ‏ترى كل شيئ من خلال منظارها الشخصي والنفعي والمصلحي فحسب ، لتكون فيما ‏بعد مفاهيم : الخيرية والفضل والكرامة ..... وباقي المصطلحات القيمية الاجتماعية ‏مختلفة تماما عن ماهو موجود عند غيرها من النظم الفكرية الاجتماعية الاخرى ، ‏فمثلا عندما يرى رأسمالي متعفن ان كل الخيرية والكرامة والفضل هي كامنة في ‏ضخامة الرصيد المالي لهذا الانسان او ذاك من عوالم الراسمال المجرم ، فهنا نحن ‏امام طبقة اخترعت لنفسها منظومة قيمية نفعية وشخصية لم ينزل بها الله من ‏سلطان ، ترى ان الخيرية في القوة والكرامة في الاقتصاد والافضلية في الرصيد ‏وضخامته ، نوقن عندئذ ان هناك نمطية اخلاقية خلقت من رحم المصالح الاقتصادية ‏هي التي تضع المنظومة القيمية والسياسية والاجتماعية لهذا الاجتماع الانساني ‏لنرى اخيرا مقاييس اخلاقية ورؤى فكرية وتوجهات روحية غريبة وعجيبة هنا ، ‏يفهمها جيدا ذاك او هذا من الرأسماليين النفعيين ولكن بلغتهم ومنظومتهم القيمية ‏المخترعة وليس حسب مايقتضيه المنطق الاخلاقي العام او المنظومة القيمية الفكرية ‏السليمة هنا !.‏يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم حكاية عن قيم الانحراف ومنظومة العفن ‏الانساني :(( وقال الّذين كفروا للذين ءامنوا لوكان خيرا ماسبقونا اليه ../ الاحقاف/ ‏‏11))‏اي بمعنى : ان مفهوم الخيرية التي يفهمه هؤلاء الكافرون هو مختلف تماما عن ‏مفهوم الخيرية عند باقي المؤمنين ، فالخيرية المشار لها على لسان الكافرين ، وهذه ‏ال (( لو كان خيرا ..)) يشرح لنا الكيفية التي تنظر من خلالها هذه المجموعة من ‏البشرية الى الخير ومكامنه ، كما ان هذه ال ((لو )) تقودنا الى العقلية التي ترى ‏الخير منحصرا في ذات الشخصية النفعية والانتهازية ، فلو كان بمعنى على ‏فرض ان يكون ما عند المؤمنين خيرا ، فلو كان كذالك وكان فعلا هو خير لما سبقونا ‏اليه باعتبار ان منظومتنا الاخلاقية هي الوحيدة التي تفهم الخير من الشر ، وعليه لو ‏كان خيرا لرأيناه بوضوح وقبل اي انسان اخر ولسبقنا اليه بانفسنا ولكننا نرى شرا ‏بدلا من الخير هذا ؟!.‏هل ترى الكيفية التي من خلالها يبني الكافرون نظمهم الفكرية والاخلاقية والقيمية ؟.‏ان هناك توجه نفسي وفكري ورؤية للحياة مستقلة عن ما انزله الله من رؤية لنفس ‏هذه الحياة هي التي تبني هذه المنظومة التي ترى المفاهيم الانسانية بصورة مختلفة ‏لنصل الى مفاهيم الخير والكرامة والتفضيل والحسن والقبح .....الخ ، وهي ينظر ‏اليها من زوايا مختلفة تماما ، زوايا اهل الايمان التي ترى الخير وباقي المفاهيم من ‏خلال النافذة الالهية ، وزوايا اهل الكفر والمادية وهي ترى الخير والفضيلة وباقي ‏المفاهيم من زاوية اخرى مناقضة للاولى وكل له رؤيته المختلفة للخير وطرقه ‏ومكامنه وواقعيته :(( وقال الذين كفروا للذين امنوا لوكان خيرا ماسبقونا اليه /))‏هكذا وبهذه الصورة رأى ابليس الخيرية في قوله :(( انا خير منه خلقتني من نار ‏وخلقته من طين )) هو لم يفهم الخيرية من خلال تدريس الاهي ، ولم يأخذ مفاهيم ‏ومصطلحات الاخلاق الجماعية من وحي منزل او من عقل رشيد ، وانما تميز برؤيته ‏الشخصية الخاصة المستولى عليها من قبل حب المنفعة والانا والشخصية ، ليرى ‏الخير من زاوية نارية فحسب ولاخيرية لباقي العناصر الاخرى ، وهذا مادفعه للحكم ‏‏:ب (( انا خير منه )) باعتبار ان : لوكان الطين خيرا ؟. لكان اول من ادركه وسبق ‏في فهمه هو ابليس نفسه او لكانت خلقة ابليس طينية ولم تكن نارية باعتبار الخيرية ‏لابليس فحسب ، ولكن وبما ان الخير لايفهمه الا ابليس فقد حكم بان النار اكثر ‏خيرية من الطين ؟.‏انها زاوية قيمية فكرية ينظر من خلالها ابليس الناري ، زاوية تقيم الاشياء العالمية ‏ليس على اساس قيمتها الواقعية الخارجية ،..... لا وانما من خلال انعكاسها على ‏مصالح الذات القيمية الاخرى !.‏بمعنى : ان للذات الاجرامية المنحرفة وبعد ان بنت منظومتها الاخلاقية والقيمية ‏الخاصة بها والقريبة لمصالحها الشخصية ، زاوية خاصة للتقييم تعطي لكل شيئ ‏قيمته المفترضة ، فالصدق والكذب وكذا الخير والشر وكذا .... باقي المفاهيم ‏الاخلاقية والخلقية ايضا ، كل هذه قيمتها ليس في كونها الواقعي بل قيمتها التي ‏ينبغي ان تكون في منافعها التي تنعكس من خلال استخدامها الوظيفي هنا ، فالصدق ‏يكون خيرا عندما يكون نافعا ومفيدا وكذا الكذب ، اما ان كان مفهوم الصدق مضرا ‏والكذب مفيدا للذات الشخصية فعندئذ يكون الكذب جميلا وجمالا وذكاءا وخيرا ‏وحكمة وسياسة عالية ، بعكس الصدق الذي اصبح مضرا وشريرا ليفقد قيمته ‏الواقعية ليصبح قبيحا ولاخيرا ولا صدقا بالاساس باعتبار انه مصطلح اصبح عاجزا ‏عن جلب المنفعة الذاتية والشخصية هنا ؟.‏نعم اصبحت النار اكثر خيرية عند ابليس باعتبارها الاقرب الى شخصية ومصالح ‏ومنافع ابليس الناري هذا ، ولم تكن كذالك باعتبار ان واقعيتها النارية هي خيرة ‏بالخصوص ، واذا فرض ان ابليس خلق من طين لكان نفس المقياس النفعي قد ذهب ‏اليه ابليس ليرى الخير في الطينية وليس في النارية !.‏وعليه تكون قيمة الشيئ مهتزة عندما تنقلب رؤية المخلوق هذا او ذاك من ميزان ‏العدالة الالهية الى ميزان المصالح والمنافع الشخصية ، ليس لان المسألة ان الشيئ ‏نفسه لايحمل اي قيمة حقيقية فحسب ، ولكن لان المعيار القيمي لهذا المخلوق او ذاك ‏سيصبح مختلا لالهؤلاء ولا لهؤلاء ليخرق فيما بعد القانون العام وتكون الكارثة ‏بانهيار قواعد الكون الثابتة !؟.‏‏(( قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) !.‏ان هذه الخيرية الابليسية خيرية لارصيد لها في الحقيقة انها خيرية مزيفة كالعملة ‏المزيفة التي تشبه كثيرا الورقة النقدية التي تغش غير صاحب الاختصاص ليعتقد انها ‏ورقة نقدية رسمية ، وليتعامل بها فيما بعد وليقبل شكلها ويبيع من خلالها بضاعته ‏الثمينة ، ولكنه عندما يذهب للمصارف النقدية ليضعها في رصيده المالي سيصدم ‏عندما يقال له انك خدعت ، وغششت من حيث لاتشعر ، وانك فقدت بضاعتك ‏واستبدلتها بورقة مزيفة لاتستحق قيمة الحبر الذي كتبت به !؟.‏هكذا هي الخيرية الابليسية النفعية لاتحمل رصيدا حقيقيا يهبها القيمة المحترمة التي ‏تستحق ان يتداول بها تجار القيم الاخلاقية !؟.‏ان تزوير القيم كتزوير الحقائق وتزوير العملة النقدية سواء ، ومفاهيم كالخير ‏والفضيلة والكرامة .... بحاجة الى رصيد يقوّم من وجودها الواقعي ، فاما وحي الهي ‏يقوم بهذه المهمة واما عقل انساني مرفود من واقع الهي يضخ لهذه المفاهيم الدماء ‏في شرايين هذه القيم النبيلة اما غير ذالك فبدعة !.‏يتبقى بعد ان وصلنا الى فحوى الحكم الصادر من ابليس في (( انا خير منه ..)) وانه ‏حكم صيغ بشكل انفعالي نفعي وطاغوتي متخلف ، ان ندرك زاوية اخرى من زوايا ‏شخصية هذا المخلوق المعقد الا وهي زاوية (( نقص الشخصية )) الابليسية امام ‏الوجود الانساني !.‏نعم : اذا كان ابليس لم يفهم ان السجود لادم هو حصر للخيرية من قبل الله سبحانه ‏وتعالى لادم فمن اين فهم ابليس هذه الصورة ؟.‏لماذا ادخل ابليس نفسه وحسب النص القرءاني بمقارنة فجائية بينه وبين ادم ‏الانساني عندما سمع الامر الرباني :(( اسجدوا لادم ..)) ؟.‏ان النص الالهي القرءاني لم يشر من بعيد او قريب الى ان هناك خيرية في هذا ‏السجود المطلوب من قبل الخلق لادم البشري ، فمن اين وكيف ولماذا ادخل وعلى ‏الفور ابليس نفسه في مقارنة مع ادم ليثبت لله انه هو الاخير والاحق بالسجود هذا ، ‏او على الاقل ليثبت لله سبحانه انه ارقى خلقا من ادم وانه لاينبغي للارقى ان يسجد ‏لماهو دونه ؟.‏ان القرءان يحدثنا عن ادم هذا عليه السلام بانه خلق ليكون خليفة في الارض :(( ‏اني جاعل في الارض خليفة ..)) فهل كانت عين ابليس على هذه الخلافة مثلا فلذالك ‏رأى ان الطريق للسلطان على الارض يبدأ من السجود ، ولهذا رفض الخضوع ‏والسجود لادم كي يضمن منصب الخلافة فيما بعد لرؤيته ان الخلافة تبدأ من مبدأ ‏الخيرية هنا لذا قال :(( انا خير منه ..)) باعتبار ان الخير في السلطان حسب رؤية ‏ابليس ؟.‏وكذا هذا المخلوق المعقد ابليس عندما رأى ان السجود لادم هو تكريم عالي القيمة ‏في قوله سبحانه :(( قال أرءيتك هذا الذي كرمت عليّ لئن أخرتن الى يوم القيمة ‏لأحتنكن ذريته الا قليلا / الاسراء / 62 )) فمن اين فهم ان السجود لادم هو تكريم ‏على باقي الخلق ؟. ‏فهل فهم التكريم ابليس من نفس الدائرة التي تبدأ بالسجود لادم لتنتهي عند استلام ‏الانسان لخلافة الارض ، فلذالك رأى ابليس ان هذا السجود ماهو الا تكريم لادم على ‏باقي الخلق لذالك رفض السجود على امل الوصول هو الى خلافة الارض بدلا عن ‏الانسان ؟.‏ام ان ابليس وكعادته يرى التكريم والخيرية بشكل طاغوتي مختلف ، والحقيقة انه ‏ليس هناك في طلب السجود لادم الانساني لاتكريما ولاخيرية ابدا ، وانما هناك ومن ‏وجهة النظر الالهية المقدسة (( امانة )) ومسؤولية ستلقى على كاهل الانسان ليصبح ‏ظلوما جهولا ؟!.‏سوف نترك الاجابة ليفكر بها القارئ الكريم ، وليشاركنا حركة البحث للتعرف على ‏عوالم الخلقة الاولى التي اسست لعالمنا المعاش اليوم !؟.‏